هل كان يمكن منع التفجير الذي اودى بحياة الشهيد عمار غالب الشابندر

هل كان يمكن حماية الشهيد عمار غالب الشابندر من القتل في تفجير الكرادة البارحة يوم السبت ٢ /٥ /٢٠١٥ ؛
نعزي إبتداءً أخينا السيد غالب الشابندر والد عمار ووالدته وزوجته وابنائه وأعمامه الدكتور نزار والسيد فلاح والسيد عزت وجميع أقاربه ومحبيه واصدقائه بأستشهاد الأخ عمار الذي ذهب هو وآخرون ضحية عملية كان بكل سهولة يمكن تلافيها وحقن هذه الدماء الطاهرة لمئات بل آلاف من الشهداء الذين سقطوا لا لإجرام داعش فحسب بل لإجرام الكثير من المسؤولين السابقين والحاليين الذين قدموا مصالحهم الخاصة ورتعوا في الفساد على حساب ارواح ودماء المواطنين الأبرياء؛
في بداية عام ٢٠٠٧ عندما كنت وزيراً للإتصالات طرحت على مجلس الوزراء مشروعين، الأول حماية بغداد بالطرق الألكترونية بحيث تكون بغداد كمدينة دبي او مدينة بوسطن بحيث يمكن كشف أي عملية إرهابية خلال ساعات من ارتكابها، والمشروع الثاني حماية الحدود السورية العراقية بحيث تعمل بشكل آلي كالحدود الروسية الفلندية زمن الحرب الباردة، فكل من يقترب من المنطقة المحرمة يقتل فوراً وبشكل آلي حتى من دون تدخل الإنسان، فوافق مجلس الوزراء بألإجماع على هذين المشروعين وصوت على تشكيل لجنة امنية تقنية برآستي وعضوية وزراء الدفاع والداخلية والأمن الوطني والعلوم والتكنولوجيا، لقد كان من المقرر أن يتم أختيار شركة إستشارية عالمية متخصصة في المجال الأمني التقني ووضع مواصفات المشروع في نهاية عام ٢٠٠٧، ثم يتم إنجاز المشروع الذي يستغرق سنتين في نهاية عام ٢٠٠٩، ومعنى ذلك كان بكل سهولة تقليص عدد الشهداء بنسبة تفوق ال ٩٠٪ في مدينة بغداد، وكان من الإستحالة إحتلال الموصل من قبل داعش إذا تم مشروع حماية الحدود العراقية السورية؛
بدأت عمليات الفساد بعد أن تركت الوزارة بحدود نهاية عام ٢٠٠٧، فأشترطت وزارة الداخلية أن تترأس المشروع ، فوافق المالكي على ذلك بعد تركي للوزارة، ثم حولت وزارة الداخلية اللجنة المشرفة على المشروع من الوزارات الخمس والمخابرات وامانة بغداد وقوة حماية بغداد إلى لجنة إستشارية تجتمع عندما يطلب منها ذلك، لكي تتم السرقات من دون حسيب او رقيب،ثم الغت منظومة الرادار من مشروع الحدود لإن الشركة التي اتفقوا معها (خلافاً للتعليمات)لا تعرف كيفية إنشاء منظومة رادارات، مع العلم أن الرادار في هذه المنظومة هو أكثر من ضروري، حيث لا تنفع الكامرات في المناطق الصحراوية والرياح الترابية، كما الغوا الطائرات المسيرة بحجة عدم إمتلاك وزارة الداخلية مدارج لهذه الطائرات !!! ؛ تنبه المالكي إلى العمولات الكبيرة، فلماذا يستفاد المفسدون في وزارة الداخلية، وهو رئيس الوزراء وبيده القرار النهائي، ولا أريد أن أتهمه، ولكن بالتأكيد الكثير ممن هم في مكتبه كانوا وراء إصدار أمر ديواني رقم ٢٨ بتاريخ ٢٤ / ١ /٢٠١٢ بإحالة المشروع خلافاً لجميع الضوابط لشركة هواوي الصينية، وهي شركة اتصالات جيدة ولكن لا علاقة لها من قريب او بعيد بالقضايا الأمنية، واهمل المشروع بسبب الصراع بين المفسدين من جميع الأطراف، وإلى حد الآن لم يتم وضع مواصفات المشروع بعد سبع سنوات من الإتفاق مع الشركة الإستشارية الأمنية، في حين أن وضع المواصفات لا يستغرق اكثر من ستة اشهر.
المهم سرقة الأموال، فإذا لم يتحقق ذلك فليذهب المشروع إلى الجحيم، ولتذهب حياة الأبرياء إلى الجحيم حسب تصوراتهم، ولكن حياة الشهداء ستذهب إلى عليين وسيشكون إلى الله، ليس ظلم داعش فحسب، بل ظلم هؤلاد المفسدين الذين لا زالوا يتربعون على المناصب العليا على حساب دماء وارواح الشهداء.
لا زال المجال موجود للدكتور حيدر العبادي لإعادة الحياة لهذا المشروع الحيوي للحفاظ على حياة المواطنين وايقاف نهر الدماء الذي كان ولا زال جارياً منذ عام ٢٠٠٣ حتى الآن.
(يمكن الإطلاع على برنامج سنوات الفشل في قناة البغدادية وبرنامج المدفع في قناة الشرقية كما هو ادناه حيث يمكن الإطلاع على كافة الوثائق الرسمية المذكورة اعلاه)

http://www.alsharqiya.com/?p=90851

3 thoughts on “هل كان يمكن منع التفجير الذي اودى بحياة الشهيد عمار غالب الشابندر

  1. […] بهذه الطريقة كان يمكن إلقاء القبض على كافة الإرهابيين في بغداد لو لم يعرقل المفسدون إيقاف مشروع أمن بغداد الذي تم البدأ به في بداية عام ٢٠٠٧ وكان يمكن أن يكون ناجزاً في نهاية عام ٢٠٠٩. من هو المسؤول عن سفك أرواح الآلاف من الشهداء الذين قضوا في التفجيرات والذين كان يمكن حقن دماءهم منذ عام ٢٠٠٩ حتى يومنا هذا وألتي كان يمكن إيقافها بكل يسر وسهولة ؟ للأسف المفسدون من كبار المسؤولين في الحكومات السابقة؛ لمن يريد الإطلاع بشكل أوسع يمكنه مراجعة الرابط التالي : http://mohammedallawi.com/…/%D9%87%D9%84-%D9%83%D8%A7%D9%8…/ […]

    • اخي العزيز الفاضل محمد علاوي اعزّك الله وشعب العراق برعايته الواسعة
      انني ارتأي وبالمختصر المفيد ، قيامك بمخاطبة رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي او مقابلته شخصاً ، وهو أفضل سبيل ، من اجل ان تعرض أمامه فكرة مشرو ع بوب فونو الخاص بحماية الكرادة وكالاتي :-
      ١- عرض تفاصيل المشروع أمامه بكل تفاصيله ومخططاته ، ومناقشة جدواه ، بحضور بعض خبراء التقانة الذكية والتكنولوجيا المتقدمة
      ٢- بعد التوافق على جدوى المشروع ، ان يصار قيام مجلس الوزراء بتوجيه دعوة رسمية الى السيد بوب فونو للقدوم الى بغداد وبمعيته فريق فني من الخبراء ، من اجل البدء بتنفيذ المشروع المذكور وفق جدول زمني معين .
      ٣- يتم تنفيذ المشروع بحضور ممثلين عن الجهات التالية :
      – أمانة بغداد
      – عمليات بغداد
      – المرور العامة
      – وزارة التخطيط
      – وزارة الاتصالات
      – وزارة النقل
      ٤- يكون مجلس الوزراء هو الجهة المسؤولة عن توفير تخصيصات المشروع وكلفه الاخرى ، او يتم التخصيص من قروض البنك الدولي ، على ان تتضمن كلفة المشروع نفقات تدريب وتهيأة فريق فني تشغيلي ورقابي من كوادر عراقية متخصصة في ادارة تشغيل ورقابة عمل المنظومة الامنية الجديدة .
      ٥- يتم تسمية جهة حكومية خبيرة للاشراف على المشروع ، تعمل بصفة منسق علمي وأمني ..
      ٦- ان يتم تسمية السيد محمد علاوي ” حضرتك ” بصفة خبير رديف للسيد بوب فونو
      مع مودتي وخالص تحياتي

  2. انا من مؤيدي افكارك وغالبا ماتكون حلولك هندسية ناجحة واحييك على شجاعتك ,, سؤالي لماذا هكذ اصبحنا اذا اردنا التغيير فلماذا لايبدأ منكم انتم الذين بدأتم بصناعة هذا القرار العراقي وانتم من صوت على الدستورونفذه, برايك هل سيجد العراق من يديره من اهله ؟ هل يمكن استبدال هذا النظام الانتخابي البرلماني الرّث والهش والذي جعل اراذل القوم حكامهم على الصعيد العلمي والديني والثقافي والاقتصادي ؟

اترك رد