الشباب وغياب دور منظمات المجتمع المدني في توفير فرص العمل ( النهوض بشريحة الشباب – الحلقة الثالثة )؛

صورة عمل الشباب

 ( النهوض بشريحة الشباب – الحلقة الثالثة )

من اجل تحقيق طموح الشباب في العمل والنهوض بالبلد

(القسم الثاني)

تطرقنا في القسم الاول من الدراسة إلى ذكر النقاط الستة الاساسية لتوفير فرص عمل للشباب (الخريجين وغير الخريجين بالدرجة الاولى) كما تناولنا النقطة الاولى ببعض التفصيل وبالذات دورات التدريب وهنا نتطرق الى باقي النقاط مع بعض التقديم والتأخير في النقاط؛ مع التركيز على دور منظمات المجتمع المدني بهذا الشأن في هذه الحلقة؛ يمكن الاطلاع على القسم الاول على الرابط:

 https://mohammedallawi.com/2018/02/10/3188/

 (2) مساعدة الحكومة في تشكيل منظمات المجتمع المدني القطاعية لتطوير القطاعات المختلفة ولوضع الضوابط والانظمة واللوائح والمعايير القطاعية: يمكننا تقسيم منظمات المجتمع المدني إلى صنفين، صنف قطاعي به منفعة متبادلة بين أعضاء هذه المنظمات من الشباب بالدرجة الاولى وبين المواطن الذي يبحث عن تخصصات معينة، فأعضاء هذه المنظمات هم من المدربين على تخصصات مختلفة تطرقنا اليها في الحلقة السابقة، كالبناء، التأسيسات الصحية، التأسيسات الكهربائية، التصميم الداخلي، تصميم الحدائق، الطب البديل،  التخصص في الكرافيك والدعايات، التخصص في تصميم صفحات الانترنت، منظمات المحاسبين والمحاسبين القانونيين، علاج الفزيوثرابي، الخياطة، المكياج، واحياناً يتطلب الامر توفير كادر على درجة عالية من التخصص والقابليات الذاتية العالية كالباحثين الاجتماعيين لعلاج الكثير من المشاكل الاسرية والاجتماعية والباحثين في الانحرافات الفكرية وحتى الدينية، ومع الاشخاص الاسوياء بل حتى المسجونين في السجون او من يريد او من اقدم على الانتحار ولم يمت وغيره، فضلاً عن غيرها من العشرات من التخصصات.

نجد على سبيل المثال هناك الكثير من الوفيات بسبب حالات الصعق الكهربائي بسبب عدم اخذ احتياطات السلامة اللازمة في التمديدات الكهربائية وتركيب الاجهزة الكهربائية، فالمواطن عادة لا يبحث عن كهربائيين متخصصين ولديهم شهادات معترف بها ومنتمين إلى إحدى منظمات المجتمع المدني المتخصصة في هذا المجال؛ لسبب بسيط وهو ان مثل هذه المنظمات غير موجودة في العراق، العامل الكهربائي عادةً لا يحمل شهادة معترف بها، والمواطن يفتقر الى ثقافة التفتيش عن العامل الكهربائي الذي لديه شهادة من خلال منظمات المجتمع المدني المتخصصة في هذا الشأن؛ لهذه المنظمات دور في توفير فرص عمل للشباب فضلاً عن تعريف المواطنين بالشباب الكفوئين ولديهم شهادات قيمة في مجال تخصصهم.

فضلاً عن ذلك نجد ان منظمات المجتمع المدني يمكن ان تغطي كافة القطاعات ومساحات الاهتمام الشعبي في العراق، فكما هو معلوم فقد تشكلت الكثير من منظمات المجتمع المدني في العراق بعد عام 2003 فضلاً عن النقابات المختلفة التي كان اكثرها قائماً قبل عام 2003، ولكن للأسف الشديد مع كل ذلك أستطيع ان اقول اننا لا زلنا في العراق نفتقر الى ثقافة منظمات المجتمع المدني، حيث هناك تصور عام ان الهدف من هذه المنظمات مقتصر على الدفاع عن حقوق الانسان واعمال الاغاثة ومساعدة الايتام والارامل والفقراء. ولا يخطر بذهن الانسان العادي ان هذه المنظمات يمكن ان تلعب دوراً فاعلاً في تطوير المجتمع وتغطية كافة الاهتمامات الاجتماعية للنهوض بالبلد وتقدم المجتمع ورقي المواطن وبالتالي ازدهار البلد. إحدى اهم شواهد ومؤشرات التمدن وتطور المجتمعات هو عدد منظمات المجتمع المدني لكل 1000 شخص، ففي الدول المتقدمة نجد ان عدد المنظمات يتراوح بين منظمتين إلى ثلاث منظمات لكل 1000 شخص، ففي دولة مثل بريطانيا يوجد أكثر من 170،000 منظمة غير حكومية فاعلة، واغلبها منظمات قطاعية وتغطي كافة الفعاليات الاجتماعية وتضع المعايير والمواصفات التي يتم تطويرها بالتعاون مع مؤسسات الدولة المتخصصة ثم يتم تبنيها من قبل الدولة والمنظمات الاخرى والمواطنين. فمثلاً توجد منظمات تغطي الفعاليات التالية على سبيل الذكر لا الحصر كالمجالات الصحية، كمنظمات مكافحة امراض السرطان، تثقيف مرضى السكر لتلافي آثاره الخطيرة، التعامل مع ضغط الدم العالي، اللياقة البدنية، الطعام الصحي، التعامل مع مرضى التوحد، الحماية من الاشعة السينية، او في مجال البيئة، كالتشجير وتوسيع المناطق الخضراء، الزراعة العضوية، الاهتمام بالحياة البرية والطيور النادرة او في المجالات الاجتماعية كتوعية المجتمع على  مخاطر المخدرات، اساليب تربية الاطفال، تقديم التوصيات للحد من حوادث السير، او منظمات مراقبة الاداء الحكومي، فكل مؤسسة حكومية على تماس مع المواطن يقيم أداؤها من قبل منظمات المجتمع المدني، فأي تقصير بحق المواطن تحاسب هذه المؤسسة ويوجه لها انذار ويعاقب العاملون فيها من قبل الجهات الرقابية في الدولة (البرلمان، هيئة النزاهة، الحكومة، القضاء، الاعلام وغيرها) (اهم جهة رقابية في الغرب على سبيل المثال هي الحكومة التي تعين منظمات المجتمع المدني وتدفع لهم اجور لمراقبة وتقييم الاداء الحكومي) فضلاً عن العشرات من المجالات والمئات من الاصناف، كتجمعات النحاتين، الممثلين والتمثيل، الحفاظ على التراث، الحفاظ على المخطوطات، وغيرها من المجالات والاصناف. وتصدر الكثير من هذه المنظمات نشرات دورية ونصائح وارشادات للمواطنين في مختلف المجالات؛ والحقيقة فإننا نفتخر في العراق بفعاليات بعض منظمات المجتمع المدني العاملة في بعض المجالات كالحفاظ على البيئة ونهر دجلة، الاهتمام بالطيور البرية، تبني الايتام، تشغيل الارامل فضلاً عن النقابات المختلفة، ولكن لا زالت فعاليات المنظمات الغير حكومية اقل بكثير من المطلوب. لذلك فالمقترح هو مساعدة الحكومة لهذه المنظمات حيث يمكن ان تنشأ الدولة على الاقل مبنى كبير في كل محافظة مخصص لمنظمات المجتمع المدني حيث تؤجر مساحات بإيجار رمزي للمنظمات ويمكن مشاركة اكثر من منظمة في نفس المساحة، وتقدم اعمال السكرتارية والتصوير وغيرها من الفعاليات المكتبية بكلف مدعومة من قبل الحكومة، اما المنشورات فيمكن للدولة ان تتكفل بكافة مصاريف طباعتها في مطابع الدولة ان كانت هذه المنشورات للصالح العام كما تتولى الحكومة المساعدة في نشر وتوزيع هذه المنشورات؛ إن هذا الامر يمكن ان يطور المجتمع ويوسع من آفاق المواطن ويزيد من وعيه. هذه المنظمات يمكنها بعد فترة من تمويل ذاتها بذاتها، حيث يمكن على سبيل المثال لمرضى السكر المسجلين مع منظمة تثقيف مرضى السكر من التبرع بمقدار ضئيل ( ألف او الفي دينار شهرياً) على ما يستلموه من ارشادات وتوفير آلية الدفع المباشر من المصرف (للأسف لا نمتلك في العراق مصارف حقيقية بل اكثرها مكاتب مزرية في خدماتها همها الاساس تصريف العملة، لا يطمئن المواطن في حفظ امواله فيها بل يخاف على امواله فيها نقيض جميع مصارف الدنيا، فلا تستحق هذه المكاتب التعيسة والبائسة اسم مصرف او بنك)، وهكذا بالنسبة لباقي المنظمات التي تقدم خدمة حقيقية للمواطنين او البلد، اما بالنسبة للمنظمات التي تقدم خدمة للأعضاء المؤسسين بالدرجة الاولى فيتم التبرع من قبل الاعضاء، كالمنظمات التي تعمل في مجال البناء وهكذا دواليك، إن إنشاء مثل تلك المنظمات يمكن ان يفتح المجال بشكل واسع لعمل الكثير من الشباب في مجالات مهنية وحيوية ومهمة تحقق خدمة كبيرة للمجتمع وفائدة مادية للشباب العاملين.

4 thoughts on “الشباب وغياب دور منظمات المجتمع المدني في توفير فرص العمل ( النهوض بشريحة الشباب – الحلقة الثالثة )؛

  1. ‏‫# سوق الوظائف الحكومية في العراق … الى اين ؟
    بقلم : ألخبير نمير عبد الواحد منير
    تحية طيبة معطرة ببالغ الاعتزاز … يسرني وبكل تواضع ان اكتب هذه الرسالة بكل ما تحمله من عناوين الحياة ومعانيها لكل المواطنين البسطاء الفقراء من أبناء الشعب العراقي الصابر المؤمن ، والتي تعكس الصورة الحقيقية التي لم ارسمها بنفسي او افتعلها أنا بل هي صورة حقيقية لواقع مرير شارك في رسمها كافة المظلومين والمستضعفين ممن ضاقت بهم سبل الحياة والذين لم تمد الحكومة العراقية الغبية الفاسدة الفاشلة يد العون لهم وتقف على معاناتهم وتحس بآلامهم … فعسى الكرب الذي أمسينا فيه ان يكون ورائه فرج عظيم وقريب ولان الحزن سيكون قليلا مهما طال زمن المتجبرين الظلاميين أسياد السلطة والفساد لان الله اكبر .

    اما بعد التوكل على الله الخبير العزيز … اعرض مشكلة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها ثلثي أبناء الشعب بسبب البطالة نتيجة احتكار سوق الوظائف الحكومية واقتصارها على المتنفذين وأصحاب السلطة والقرار…
    وانا احد الذين يعانون من تلك المشكلة المستديمة وهي كالاتي :

    ## التعليم وسوق الونظائف … مفتاح النجاح : ان مشكلة البطالة في العراق هي مشكلة متعددة المستويات . فهناك البطالة البسيطة المتمثلة في العاطلين عن العمل ، والبطالة المركبة المتمثلة في عمل اكثر من نصف القوة العاملة في القطاع الحكومي حصرا ( اي يتقاضون رواتب شهرية بدون بذل جهد يذكر في العمل – مستهلكين Consummers ) وهناك ايضا البطالة المقنعة التي تتمثل بممارسات الباعة الجوالون في الشوارع مثل بيع السكائر والحلوى والمناديل الورقية وعبوات الماء والشاي والمثلجات وبعض لعب الأطفال الخفيفة والأكسسوارات وغيرها … الخ والتي تشترك مع البطالة المركبة في كونها غير منتجة ولا متطورة Non Development & Non Production .
    ان تصبح الحكومة هي رب العمل الاول امر يرهق كاهل الميزانية العامة ، ويجمد طاقات عمل فاعلة ويخدم فكرة اعتماد الشعب على الحكومة في رزقه ، مما يجعله رهينة لها .
    ومع ان العراق يواجه تحديات متعددة وهو يسعى للحاق بالركب ، الا ان المشاكل الاقتصادية وعلى رأسها مشكلة البطالة التي تواجه الشباب خصوصا هي احدى اعظم هذه التحديات . فالحركة الاقتصادية لا تزال أسيرة اقتصاد مركزي جامد مترهل يعاني من الركود ويدور حول قطاع عام كاسد غير منتج ولا يواجه اي منافسة جادة .
    غياب حركة الاقتصاد الحر القائم على التنافس والإنتاجية التي تؤدي الى توليد المزيد من الوظائف وتحفز حركة المال وتنعش دورة الاقتصاد … كل ذلك له اثره في القدرة على مواجهة مشاكل الحاضر وتحديات المستقبل .
    امر جيد ان توفر فرص التعليم للجميع . ولكن ان يعج الشارع العراقي بخريجي وخريجات الجامعات والمعاهد العاطلين عن العمل امر يجعل من فكرة الصرف على التعليم أمرا عبثيا . التعليم ليس غاية في حد ذاته … بل هو اداة للتطور والإنتاج والإبداع .

    من هنا علينا ان نعلم انه لابد ان تتوائم وتتناغم حركة التعليم مع حركة الحاجة واتجاهات المستقبل . لقد ولى الزمن الذي ينحصر فيه اختيار التخصص بين الطب والهندسة والجيش ، فلابد للجامعات ومرشديها ان يلعبوا دورهم في الإرشاد الجدي بناءا على حاجات الاقتصاد واتجاهات السوق والتطورات التكنولوجية وتكامل الاقتصاد العالمي في عصر العولمة . ولابد ان تقوم المساقات الدراسية بتوسيع آفاق الشباب بمعنى العمل والمهن وصناعة الفرص حتى لايصبح الشباب متكئا على غيره يستجدي وظيفة حكومية او يعيش بطالة بسيطة او مركبة او مقنعة .
    ولابد للحكومة العراقية ان تحرر اقتصاداتها وتفتح الفرص لإطلاق المبادرات الفردية وروح ريادة الاعمال التجارية وتوفر الحوافز المادية والحماية القانونية في جو تحرير السوق وتحرير المواطن .
    نتمنى ان يتحقق هذا الأمل ، ولكن متى وكيف ؟
    وهل يصح ان نتجه الى خصخصة القطاع العام في ظل هذه الظروف الصعبة الأليمة التي اطاحت بكل المرتكزات وشتت المقاييس وبعثرتها ؟ تبق طموحاتنا وأفكارنا معلقة على نوافذ الآمال بالانتظار …
    [# ] ورغم كل هذا وذاك فان ما أشرنا اليه سلفاً لا يعفي الحكومة العراقية من مسؤوليتها في فتح أبواب اسواق الوظائف الحكومية امام العاطلين من خريجي الجامعات والمعاهد… وعلى وزارة التخطيط والتعاون الانمائي ان تتحمل العبء الأكبر في حل هذه المشكلة وان تتحمل مسؤوليتها مهنياً واخلاقياً في امتصاص البطالة من خلال استيعاب العاطلين في الوظائف الحكومية وفق برامج وخطط إنمائية زمنية معينة وبدون إبطاء من اجل تخفيف الأعباء والضغوطات عن المجتمع بشكل تدريجي تمهيداً لأزالتها مستقبلاً او على المديين المتوسط والبعيد …

    ‏‫من جهاز الـ iPad الخاص بي‬

اترك رد