لماذا أتصل بي عشرات الوزراء وأعضاء مجلس النواب من أجل التوسط ….. ؟

%d8%a7%d9%95%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b2%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9

عندما توليت وزارة الإتصالات عام ٢٠٠٦ كان هناك مشروع لإنشاء بدالات تغطي ٣٠٠ ألف مشترك، جلست مع المتخصصين في الوزارة وناقشتهم هل هذا العدد مناسب؟ فأخبروني أن هناك إمكانية لزيادة العدد الى ٥٠٠ الف مشترك، فجعلت المناقصة ل ٥٠٠ ألف مشترك، وطلبت من المهندس طلال سلمان رئيس قسم البدالات أن يزودني بمعلومات أولية عن هذه البدالات؛ إني وإن كنت مهندساً معمارياً ومتخصصاً بالإقتصاد ولكن طبعي رفض تحمل مسؤولية أي أمر ما لم أُحط علماً بهذا ألأمر، فبدأت  بألبحث عن تكنولوجيا البدالات في العالم وبدراسة هذا المشروع، وأصبت بصدمة؛ حيث أن المناقصة المعدة من قبل الوزارة هي لبدالات (TDM) وهي تقنية قديمة والعالم كله متجه نحو التقنية الجديدة وهي بدالات (NGN-Next Generation Network) أي بدالات الجيل الجديد، إستدعيت المهندس طلال سلمان وسألته، لماذا نحن نعمل مناقصة لإنشاء بدالات بالتقنية القديمة وليس تقنية ال (NGN) الحديثة، فأجابني ( إننا لا نمتلك هذه المعلومات ولا نعرف وضع مواصفات لهذه البدالات لإعلان المناقصة ولا نعرف تشغيلها، فهذه هي إمكانياتنا) فقلت له (أوقف المناقصة فأنا سأتصرف لحل هذا ألإشكال)، طلبت من المكتب أن يتصلوا بممثلي كافة الشركات العالمية في مجال الإتصالات وتحديد موعد خلال يومين معهم جميعاً، حضر ممثلوا سبع شركات عالمية، شركة سيمنس الألمانية، شركة أريكسون السويدية، شركة نورتيل الكندية، شركة الكاتيل الفرنسية، شركة لوسنت الأمريكية، وشركتي هواوي و(ZTE) الصينيتين، فقلت لهم (نحن ماضون في مشروع بدالات ل٥٠٠ ألف خط، وإننا ناوون  إستخدام تقنية NGN ولكن المشكلة التي نواجهها أنه لا يوجد أحد من التقنيين في الوزارة يفهم في هذه التقنية، لذلك أطلب منكم جميعاً أن ترتبوا دورة لمجموعة من التقنيين في الوزارة خارج العراق كأن تكون في بريطانيا حتى يستطيع جميع المتخصصين من التقنيين من شركاتكم الحضور هناك وتعليم الكادر الوزاري وتدريبه على هذه التقنية الجديدة، وبما أن المناقصة ستقع على واحدة من شركاتكم لذلك أطلب منكم أيضاً أن تتكفلوا بكافة كلف هذه الدورة من سفر الكادر الوزاري إلى إقامتهم في بريطانيا إلى إستئجار قاعات المحاضرات وإقامتها) وافق الجميع على هذا المقترح، وبعد إتمام الدورة رجع جميع التقنيين من الوزارة وهم فرحين جداً لقدرتهم على وضع مواصفات بدالات ال NGN والمضي في هذا المشروع.

هذه الحادثة نبهتني إلى أمر مهم وكبير، فالعراق تعرض إلى حصار ظالم خلال فترة التسعينات، وخلال هذه الفترة حدثت طفرات كبيرة جداً في قطاع الإتصالات، من ألحواسيب إلى الإنترنت إلى الموبايل إلى الستلايت إلى وسائل التواصل الإجتماعي وغيرها، ولكن التطور توقف بشكل شبه كامل في العراق خلال فترة الحصار، كما إنني على رأس وزارة مطلوب منها أن تحدث نهضة كبيرة في البلد لهذا القطاع الحيوي والمهم ولكن للأسف لا يتوفر لدي الكادر المطلوب المواكب لتطورات هذا القطاع.

إنني كوزير للإتصالات مسؤول مسؤولية كاملة للنهوض بالوزارة وأيجاد الحلول ومواجهة هذه العقبات فقمت على أثرها بالإتفاق مع إثنتين من أهم الجامعات في الساحة البريطانية في قطاع الإتصالات وهي جامعة برونيل (Brunel University) وجامعة بورتسموث     (University of Portsmouth) لتقوم كل منهما بقبول (٢٥) طالباً لدراسة الماجستير، وأتفقت معهما على تخفيض أجور الدراسة بنسبة ٣٠٪  وشكلت لجنتين إحداهما برئاسة المهندس ليث السعيد وألأخرى برئاسة المهندس قاسم الحساني للتنسيق مع الجامعات وقبول الطلاب أحدهما لمدينة بغداد والمحافظات الشمالية والغربية والآخر للمحافظات الجنوبية، كما أتفقت مع وزارة التخطيط على التخصيصات المالية المطلوبة لدراسة خمسين طالب في كل سنة لفترة خمس سنوات، كان على الطالب أن ينجح في امتحان اللغة الأنكليزية إبتداءً، ولكن المشكلة ترتبت بعد الإعلان في الصحف للتقديم للدراسة حيث قدم حوالي ال (٤٠٠) طالب فكان يجب إختيار أفضل خمسين من هؤلاء، فإتفقنا مع الدكتور عماد الحسيني ( مدير الهيئة العراقية للحاسبات والمعلوماتية) حيث  شكل مشكوراً لجنة من مجموعة من ألأساتذة لإجراء إختبار في مادة هندسة الإتصالات والحاسبات والمعلوماتية وتقييم الطلاب، لم نكشف أسماء الطلاب بل أعطينا لكل طالب رقماً خاصاً (كود- Code) لكي نضمن التقييم على أسس مهنية فقط، حتى نتمكن من إختيار أفضل خمسين طالب، وأكدت على المشرفين وبألذات المهندسين ليث السعيد وقاسم الحساني بتوخي أعلى درجات العدالة والشفافية في إختيار أفضل المرشحين للأيفاد، وقد بذلا جهدهما مشكورين لتحقيق أفضل النتائج في الأختيار على أسس العدالة، ولم أتدخل بالمرة في عملهما.

على أثر ذلك تم الإتصال بي في تلك الفترة من قبل بعض الوزراء والعشرات من أعضاء مجلس النواب والكثير من المسؤولين في الدولة والسياسيين بل العشرات من المعارف والأصدقاء بل حتى الإقرباء (للتوسط) لقريب أو إبن صديق أو أحد معارفهم لإختيارهم ضمن الخمسين طالباً لقبولهم للأيفاد، لقد كان ردي عليهم موحداً (إني لا أتدخل في القبول بل ذلك من شأن أللجنتين المشكلتين، وإذا كان من تتوسطون له مؤهلاً فسيقبل لا محالة، أما إذا لم يكن مؤهلاً وقبلته إستجابة لوساطتكم فمعناه أني سأحرم طالب مؤهل من الأيفاد وذلك ظلم واضح وفساد بين لن أقبل على نفسي فعله) ثم أردف متسائلاً (لو كان أبنك على سبيل المثال من المؤهلين الخمسين، وتوسط شخص وأخذ محل إبنك، فهل كنت سترضى بذلك؟)، أستطيع أن أقول أن جميع من حدثتهم بهذا الخطاب قد إعتذروا وتراجعوا عن طلبهم، ولكن لعل هناك إثنان أو ثلاث قبلوا كلامي بإمتعاض، فلم أهتم لشأنهم فمبدئي في ذلك مقولة الإمام علي زين العابدين (ع) في ذم خطيب يزيد (لقد إشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق)، أعاذنا الله وعصمنا من أن نكون على شاكلة هذا الصنف من الناس، نعم سمعت بعد تركي للوزارة إعتراض من بعض الطلاب الذين لم يقبلوا، وتابعت أمرهم مع اللجان المشكلة مع مبرراتهم، ألذي أستطيع أن أقوله لعل هنالك خطأً في تقييم طالب واحد ولكن لا يوجد تعمد في ظلم طالب معين.

لقد كان هؤلاء الطلاب مثالاً للتميز في الجامعات البريطانية، وكانوا ألأوائل فيها، ونال بعضاً منهم بسبب تميزهم منحة مجانية من الجامعة لدراسة الدكتوراه، المشكلة التي واجهتهم هو الفساد الكبير في الوزارة بعد تركي لها والذي أدى إلى توقف الكثير من المشاريع الحيوية التي كان يمكن لهؤلاد أن يلعبوا دوراً مركزياً فيها، كمشروع أمن بغداد والمحافظات الأخرى ومشروع أمن الحدود ومشروع الحكومة الألكترونية ومشروع ألربط بين جنوب شرق آسيا وأوربا (نوروزتيل) ومشروع القمر الصناعي ومشروع الفايبر إلى النقطة المناسبة (FTTX) ومشروع المدينة الذكية (Smart City) ومشروع الطب من على البعد (Tele-medicine) ومشروع التعليم الريادي ومشاريع مراكز المعلومات (Data Centers) ومشاريع مراكز السيطرة (NOC) وغيرها من المشاريع الحيوية والتي أوقفت عمداً بعد تركي للوزارة لإنشغالهم بالفساد وإهتمامهم  فقط بالمشاريع التي تحقق لهم الفوائد الشخصية، على أثر ذلك توقف مشروع الدراسة بعد سنتين والذي كان مقرراً أن يستمر لخمس سنوات حسب الإتفاق مع وزارة التخطيط، بل للأسف هؤلاء الطلاب الذين يمتلكون أعلى التخصصات قد أهملوا وعينوا في مواقع لا تتناسب مع إمكانياتهم وقدراتهم ودرجة علمهم.

لقد قال لنا أحد الطلاب الذين قبلوا للإيفاد ضمن الخمسين طالباً، أن أباه أخبره (أن التقديم لهذا الأمر ما هو إلا مجرد مضيعة للوقت، فهؤلاء السياسيون يضحكون على عقول الناس بهذه الإعلانات لإنهم في النهاية لهم مخطط لقبول جماعتهم فقط) ثم قال (لذلك تفاجأت حين قبلت ولم أصدق، وعندها فقط علمت أنه لازال هناك خير في البلد)؛ لا بد أن يأتي اليوم ألذي تتغير فيه الأمور لينهض فيه بلدنا ويعيش الإنسان العراقي كما يستحق ضمن أجواء العدالة والخير ولتحقيق السلام والتقدم وألإزدهار، فليس ذلك على ألله ببعيد..

15 thoughts on “لماذا أتصل بي عشرات الوزراء وأعضاء مجلس النواب من أجل التوسط ….. ؟

  1. المشكله استاذ محمد تفاقمت وكبرت وهي الطرق الملتويه والواسطه اصبحت هي المعيار المهم في الحصول على اي منفعه مادية كانت ام معنويه المهم انها تذهب لمن له جاه او سلطه او حزب اما الذي يستحقها بشرف وجد وهو الذي يستطيع ان يبني البلد بصورة صحيحه فيما لو تم اختيار لكفائته …. فأن مثل هذا الشخص يهمل ويموت حيا ويموت معه علمه
    فهذا

  2. مع الاسف ضاع الحابل بالنابل وسقطت النفوس ببراثن المال والمقاعد ..
    ونسوا أن عراقنا الجريح يتلظى بجروحه العميقه التي جعلت منه هشا امام رؤيا العالم المتعافي ..
    جاؤوا طلاب الطغاة بانجدة دمار شامل لبلدنا واهلينا وسحقوا كل من يناضل لاجل عراقنا واهلنا ..
    استاذنا الفاضل العيب فينا شعبا رضينا الذل والهوان

  3. جناب الدكتور الفاضل لم اكن اسمع عن انجازاتكم من قبل ولعلِّ وقعت في ظلمكم سابقاً ولكن بسبب ضعف اعلامكم في حينها والان انتم عملتم بحكمة مفادها تحدثوا تعرفوا فأقول كثر الله أمثالكم وجعلكم عمود من أعمدة البلد لبنائه والسير به في مصاف الدول المتقدمة….

    • أخي العزيز شكراً لرسالتك، لم يكن همي في يوم من الأيام أن أعلن للناس ما فعلته، بل كنت أعمل في الظل، فهدفي أن أنجز وليس أن أظهر ما أنجزته، ولكن حينما أتهمت باطلاً بألفساد وحكمت ظلما من قبل القضاء، أصبح لزاماً علي أن أدافع عن نفسي، فأول ما فعلته هو تبرئة نفسي أمام القضاء، ولكن من أتهمني كان يملك الإعلام وكان يمتلك العشرات من أعضاء مجلس النواب من الذين تهجموا علي وإتهموني بالفساد إما جهلاً من قبل البعض من الذين لا يعرفوني وإما تعمداً لقلب الحقائق والتملق للحاكم، هذا الواقع أملى علي كشف الكثير من الحقائق حيث أن الكثير من المواطنين لا يعرفوني حق معرفتي فصدقوا بما تقوله أجهزة الإعلام في الفترات السابقة وصدقوا تهم أعضاء مجلس النواب وهذا أمر طبيعي، الحمد لله كان لمقالاتي الدور الكبير في كشف الحقائق وتعريف المواطنين بحقائق الأمور، وأكرر شكري على حسن ظنكم وأأمل أنا وجميع المخلصين لبلدهم وانتم من ضمنهم أن يمكننا ألله من بناء بلدنا بتعاضد جهودنا، فبارك الله بكم وبكل إنسان مخلص لبلده ويقدم المصلحة العامة على مصالحه الخاصة

  4. العراق بحاجة إلى رجال شرفاء امثالك همهم الوطن وليس المصالح الشخصية

  5. الساسة العراقييون لا يحبون ان يتقدم العراق خطوه على طريق المعرفة والنجاحات التي تودي الى تطوير البلد لارتباط الكثير منهم في دول تعلموا منه الفساد والخيانه والدمار العراق يحتاج الى ضمير حي ومؤمن بالعراق ارضا وشعبا ولا سيكون المستقبل مجهول

    • السلام عليكم

      بارك الله بكم وجزاكم خيراً .

      كلامك اعاد ذاكرتي إلى مقولة رئيس الوزراء الأسيق عبد المحسن السعدون في وصيته قبل ان ينتحر ، حيث قال :

      ( الشعب يريد الخدمة والإنكليز لا يوافقون )

      فالخلل ليس فينا من ناحية الكفاءة والأمانة ، إنما في المخطط الذي يريدنا عبيداً دائماً .

      منصور بسيم الذويب

  6. الى الدكتور محمد علاوي
    تحيه طيبه
    صدقني اني كنت من البدايه من اشد المتابعين لحضرتكم على مر السنوات واواكب عملكم والسؤال هل لكم في مستقبل الايام ان تتسلموا منصب جديد وخصوصا وزارة الاتصالات
    والامر الاهم هل لديكم برنامج انتخابي رصين تستطيعون من خلاله الاتيان بعدد مقاعد في البرلمان يساعدكم على عمل شيء ولو كان بسيطاً لبلدنا العراق
    انته لديك سمعة طيبه جداً بين الناس فواضب على توعية الناس واكشف ما كان يجري خلف الكواليس
    الناس تنضر لك على انك سياسي يتسم بالنزاهة والاخلاص في العمل فاغتنم الفرصة واصنع شيئاً لوطننا العزيز العراق

    اخوك الصغير : محمد جواد عبد الكاظم
    ماجستير تاريخ حديث ومعاصر

    • شكراً أخي العزيز على كلماتك الطيبة وأسأل ألله أن أكون عند حسن ظنك، أيماننا بألله وبإرادته ومشيئته، فإني إبتداءً لم أكن ناوياً أن أتولى أي وزارة ولكن إرادة الله كانت أقوى من نيتي، لدي عقيدة إذا تظافرت إرادة الناس الطيبين لخدمة بلدهم فإن ألله يحقق إرادتهم بمشيئته وهذا هو المطلوب منا، لا أعتقد أن هناك إنسان عاقل يسعى لأخذ منصب في هذا البلد في وضعه الحالي، ولكن الأيام القادمة حبلى بأحداث كبيرة ، ولعل لله إرادة ومشيئة في تولي أحد المخلصين من غير الحزبيين لإدارة البلد، في هذه الحالة إذا طلب مني المشاركة بأي شكل فلن أمانع، لدي إحساس أنه سيأتي مثل هذا اليوم ، فليس ذلك على ألله ببعيد

  7. الاستاذ الفاضل محمد علاوي
    في البداية أحي فيك وطنيتك و قلمك الحر النزية , وانا لي الشرف في العمل تحت ادارتكم لفترة وكنت مدير للاتصالات الفضائية و بدعمك اقمنا ورشة عمل مشتركة في الممللكة المتحدة مع كبريات الشركات العامية في مجال الاتصالات وفي مختلف المفاصل ( البدالات , التراسل , الاتنترنيت و كذالك الحركة الهاتفية ) و كان مؤتمرا ناجدا في استقطاب احدث التكنولوجيا في مجال الاتصالات وكانت نزاهتك تعري الفاسدين في زمن كان يشتري المنصب ويباع وانت ياسيدي الكريم أول وزير يستقيل بدون ملفات فساد واقالة وهذا دليل على نزاهتك ووطنيتك وايضأ الوزير علاوي من اقل الوزراء ظهوراً بالاعلام واكثرهم عملاً . م وكنت مثال للوزير المتواضع النزية و عند تقيديمكم لكتاب الاستقالة كتبت ( واني في جميع الاحوال لاانظر الى رأي الاخرين بي وبعملي ونيتي فلا يهمني من الوجود احداً غير الله سبحانه وتعالى فهو الاعلم بخفايا الامور وسرائر الناس ونياتهم ). انني على ثقة بمستقبل العراق و وطنية اهله في طرد وكنس اثار الفاسدين و العابثين . وفقكم الله في مسعاكم من اجل عر اق متطور

    ر. المهندسين الاقدم
    علي جاسم المسعود

  8. باك الله فيك استاذ محمد علاوي وزاد من أمثالك لخدمة بلدهم

  9. دكتور بارك في كل الجهود التي وتبذلها خدمة للعراق من حسن حظي انا عملت 30 سنة في مجال الاتصالات والان اعمل في مجال العقود وارى في كتاباتك ما يؤلم لني اشعر بما تكتبه اعانيه عمليا وكنت مطلع على مشروع مقترح من قبلكم وللاسف لم يرى النور اكرر اعتزازي بنواياكم النزيهه

اترك رد