البحث المقدم الى مؤتمر الزهراء (ع) فقرتان من خطبة الزهراء (ع) [ الجزء الخامس/ مواقف الحسين والسجاد والباقر والصادق عليهم السلام تجاه قضايا الاسلام الكبرى]؛

 

دور ألإمام ألحسين(ع) في تحقيق ألهدف ألخامس في ألحفاظ على ألأمة من ألفرقة وتحقيق ألهدف ألأول وألثاني في ألحفاظ على كتاب ألله من ألتحريف وسنة رسول ألله(ص) من ألتزوير:

وأستمر هذا ألنهج ولكن بمواجهة من نوع آخر حين شعر ألحسين (ع) أنه لا توجد وسيلة لأيقاف ألمخطط ألأموي في تحريف ألإسلام بل لعله حتى تحريف ألقرآن إلا بألتضحية بنفسه وعائلته، فكانت ثورته ألعظمى ألتي كشفت حقيقة بني أمية وظلمهم  وكسب أهل ألبيت (ع) قلوب ألمسلمين جميعاً بإستشهاد ألحسين (ع)، وأسقط ألحسين (ع) بإستشهاده ألكثير مما سنه بني أمية من سنن باطلة ومنحرفة عن ألإسلام وأمتد تأثيره حتى إلى داخل ألبيت ألأموي حيث أعلن معاوية إبن يزيد (معاوية ألثاني) أن جده معاوية قد نازع ألأمر أهله، وأن أبيه يزيد قتل ألحسين (ع) سبط ألرسول ظلماً كما ورد عن إبن حجر في صواعقه ألمحرقة، وأنه لن يتولى أمر ألخلافة وطالب بإرجاع ألأمر إلى أهله فقيل أنه قتل بالسم أو طعناً بعد أربعين يوماً ؛ كما إن ألخليفة عمر أبن عبد ألعزيز قد أوقف سنة سب ألإمام علي (ع) على ألمنابر  وبعد ألصلاة وأستعاضها بقوله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} ألتي بقيت كسنة سارية حتى يومنا هذا، لقد سحب ألحسين (ع) ألشرعية من ألحكم ألأموي؛ وتداعى على أثر إستشهاده رفض ألمسلمين لحكم بني أمية وقامت عشرات ألثورات ضدهم من ثورة ألمدينة ألمنورة وواقعة ألحرة إلى ثورة عبد ألله ألزبير في مكة إلى ثورة سليمان بن صرد ألخزاعي إلى ثورة ألمختار ألثقفي إلى ثورة زيد إبن علي إلى ثورة يحيى أبن زيد وعدة ثورات أخرى في ألأهواز وألبصرة وخراسان وألحجاز وفلسطين وحمص وأليمن وأذربيجان  وشمال أفريقيا حتى تجاوز عددها ألثلاثون ثورة حتى ضعفت ألدولة ألأموية بشكل كبير وتم أسقاط ألدولة ألأموية في ألشام بكل سهولة بعد سبعة عقود من إستشهاده، فتم ألقضاء على مخططات ألأمويين في ألإنحراف ألكامل عن ألإسلام وطمس حقيقة أهل ألبيت (ع)، فأصبح ألمجال متوفراً لكل مسلم على وجه ألأرض في يومنا هذا ألوصول إلى حقيقة أهل ألبيت (ع) وبألتالي حقيقة ألإسلام من خلال كتب  ألحديث سواء كانت تحسب على مدرسة ألإمامة أو مدرسة ألخلافة، وهكذا بسبب مخططات ألأئمة من أهل بيت ألنبوة (ع) توفرت ألإمكانية لكافة ألمسلمين أن يتوحدوا في متبنياتهم ألفكرية لكل من كان صادقاً مع نفسه.

 

مخطط ألإمامين علي زين ألعابدين (ع) ومحمد ألباقر في تحقيق ألهدفين ألثالث والرابع:

حيث إستخدم ألإمام علي زين ألعابدين (ع) إسلوب ألدعاء في صحيفته السجادية في توضيح ألكثير من ألمفاهيم ألإسلامية   بما أوتي من بلاغة فريدة، وقدرة فائقة على أساليب التعبير العربي، وذهنية ربانية تتفتق عن أروع المعاني وأدقها في تصوير صلة الإنسان بربه، ووجده بخالقه، وتعلقه بمبدئه ومعاده، وتجسيد علاقة ألإنسان بألإنسان بما يعبر عنه من قيم خلقية وحقوق وواجبات، فضلاً رسالته ألرائعة (رسالة الحقوق) وما تمثله من منهج إسلامي قانوني شامل وعميق وجامع، وتشمتل على شبكة علاقات الإنسان الثلاثة، مع ربِّه ونفسِه ومجتمعه وترسم حدود العلائق والواجبات بين الإنسان وجميع ما يحيط به.حيث وضعت المناهج الحيّة لسلوك الإنسان، وتطوير حياته، وبناء حضارته، على أسس ألفهم وألأستيعاب الشامل للدين ألإسلامي و تمثل دائرة معارف إسلامية كبرى من حيث تعدد جوانبها و تنوع مضامينها. ولم يتخذ ألإمام زين ألعابدين(ع) تجاه ألدولة ألأموية ألتي قتلت أباه ألإمام ألحسين (ع) وسبت أهل بيته موقفاً سلبياً ومتفرجاً، بل حتى وإنه وإن كان مجرداً من ألسلطة فإنه كان يشعر بمسؤوليته عن هذا ألدين ألذي جاء به جده رسول ألله (ص) وهذه ألدولة ألتي أسسها ألرسول (ص) وجعله ألله وصياً عليها في عصره، ويتجلى ذلك في مجموعة من إنجازاته كدعائه لأهل ألثغور وألكثير من الحقوق العامة في رسالته للحقوق؛ فضلاً عن موقفه أدناه من ألحادثة ألتالية : حيث أن ألخليفة ألأموي عبد الملك بن مروان، حينما اصطدم بملك الروم وهدده الملك الروماني باستغلال حاجة المسلمين إلى استيراد نقودهم من بلاد الرومان لإذلال المسلمين وفرض الشروط عليهم، وقف عبد الملك متحيراً وقد ضاقت به الأرض كما جاء في الرواية وقال :أحسبني أشأم مولود ولد في الإسلام. فجمع أهل الإسلام واستشارهم فلم يجد عند أحد منهم رأياً يعمل به .فقال له القوم : إنك لتعلم الرأي والمخرج من هذا الأمر !فقال : ويحكم من ؟ قالوا : الباقي من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله  ، قال صدقتم، وهكذا كان.فقد فزع إلى الإمام زين العابدين : فأرسل عليه السلام ولده محمد بن علي الباقر إلى الشام وزوده بتعليماته الخاصة، فوضع خطة جديدة للنقد الإسلامي، وأنقذ الموقف .

  موقف ألإمام جعفر الصادق (ع) في تحقيق ألهدفين الثاني والثالث على المستوى ألإسلامي العام ومستوى الموالين لأهل بيت النبوة عليهم أفضل الصلاة والسلام :

لقد إقتصر عصر ألنص بألنسبة للمسلمين بشكل عام إلى ثلاث وعشرون سنة منذ ألبعثة حتى وفاة ألرسول ألأعظم (ص) أو بألأحرى إلى وفاة ألإمام جعفر ألصادق سنة ١٤٨ هجرية حيث هناك ألكثير من ألأحاديث ألتي رفعت إلى  ألإمام ألصادق (ع) مما إتفق عليه أصحاب ألمدرستين، مدرسة ألخلافة ومدرسة ألإمامة  على إعتبار إن حديثه هو حديث رسول ألله (ص) كما روى عنه محمّد بن إسحق، ويحيى الأنصاري، ومالك بن أنس، وسفيان ألثوري وسفيان بن عيينة، وابن جريح، وشعبة، ويحيى القطّان، وآخرون، أما بالنسبة لمدرسة ألإمامة فقد إمتد عصر ألنص إلى أكثر من ثلاثة قرون من وفاة ألرسول (ص)، ؛ لذلك كان من ألطبيعي أن تكون مدرسة أهل بيت ألنبوة غنية بعشرات ألألوف من ألأحاديث ألصحيحة، فكتبت في ذلك ألعصر المصنفات ألأربعمائة أو ما يسمى ألأصول ألأربعمائة وهي تفوق ألصحاح في صحتها بمراحل لأن ألأصل نقل عن ألمعصوم مباشرةً من دون واسطة وليس نقلاً عن و عن، ولكن للأسف تم إتلاف ألكثير منها وإندثارها بسبب ألإضطهاد وبألذات في فترة إحتلال إلسلاجقة لبغداد، ولكن جمعت ألكثير من الروايات عن تلك ألأصول في ألكتب ألأربعة، ألكافي للكفعمي وإلإستبصار وألتهذيب للشيخ ألطوسي  ومن لا يحضره ألفقيه للشيخ ألصدوق، فألكافي للكفعمي نجد به على سبيل ألمثال أكثر من (١٦،٠٠٠) حديث، و ألفت في فترات لاحقة موسوعات حديثية وروائية أخرى، حيث نجد أن موسوعة  بحار ألأنوار للمجلسي بها أكثر من (١٠٠،٠٠٠) حديث ولو إفترضنا أن ثلثي ألأحاديث غير صحيحة ومكررة فتبقى نسبة ألأحاديث الصحيحة لأتباع أهل ألبيت بحدود ألضعفين إلى ثلاثة أضعاف مما يمتلكه غيرهم.

اترك رد