موقف ألأئمة من ألدائرة ألضيقة لأتباعهم في تحقيق ألأهداف ألخمسة:
ما تطرقنا سابقاً كان مخطط أهل ألبيت ضمن ألدائرة ألأسلامية ألأوسع للحفاظ على ألدين من ألإنحراف ولمصلحة ألمسلمين بشكل عام.
أما ألمنهج وألمخطط ألذي إتبعه أئمة أهل بيت ألنبوة في ألحفاظ على ألدائرة ألضيقة لأتباعهم وألذي يمثل أعلى درجات ألنظام للملة وألأمان من الفرقة فإنه كان بإتجاهين، إتجاه على مستوى ألقاعدة ألموالية لأهل ألبيت، وإتجاه على مستوى تنظيم ألقيادة ألدينية؛ على مستوى ألقاعدة يتمثل بألجماهير ألحسينية في ألربط ألعاطفي بألحسين (ع) وبأهل بيت ألنبوة (ع) وبالتالي بمنهج أهل البيت (ع) وهو ألمنهج ألإسلامي ألصحيح، إن هذه ألعاطفة وإحياء ذكرى إستشهاد ألحسين(ع) في أيام معدودات في ألسنة توفر ألمجال لتفرغ ألناس لمدرسة تربوية عميقة ألمفاهيم وعالية ألمضامين لتعريفهم بمنهج أهل ألبيت(ع) وألذي يمثل ألمنهج ألإسلامي ألصحيح، إنه ليس بمنهج نظري فحسب بل هو منهج عملي حي يمثل أعلى درجات التضحية بالنفس وبألأهل وألأبناء بل حتى ألأطفال، من أجل إعلاء كلمة ألله والوقوف بوجه ألباطل والطاغوت. إن ثورة الحسين (ع) ثورة مستدامة على طول التأريخ لا تكتفي بتوفير القاعدة الحسينية بل بشكل طبيعي تشخص القيادة ألمتمثلة بألفقيه ألجامع للشرائط إستمراراً لخط ألإمامة، وهذا يمثل أعلى درجات ألنظام للملة. لذلك لا تجد ضمن دائرة أتباع خط ألإمامة من يفتي برأيه بل ألإنسان ألذي يتبع خط أهل بيت ألنبوة (ع) لا يتحرك وبالذات في ألقضايا ألكبيرة خارج دائرة ألإفتاء، فمثلاً لا تجد بالمرة من يقلد مجتهداً محدداً ويعتقد بوجوب ألتقليد ويفتي بألجهاد أو قتل أي إنسان خلاف رأي ألمجتهد ألذي يعتقد بوجوب تقليده، وألمجتهدون عادةً يأخذون أعلى درجات ألحيطة قبل ألإفتاء بالجهاد أو قتل ألغير، وعادةً لا يتم ألإفتاء بألجهاد إلا ما كان دفاعاً عن ألنفس، بل أكثر ألمجتهدين لا يعطون حتى لأنفسهم ألحق بإلجهاد ألإبتدائي. في حين نجد أنه في ألمدارس ألأخرى وبألذات ألسائرين على منهج ألقاعدة وداعش من ألعشرات من ألأحزاب ألإسلامية ألتي تعطي ألحق لقيادتها بألإفتاء بألجهاد وألقتال لأسباب لا ترقى إلى مستوى ألدفاع عن ألنفس، فعلى سبيل ألمثال تم إتباع فتوى بجواز قتل أي فرد من ألجيش وألشرطة ألجزائرية بل بجواز قتل زوجاتهم وأبنائهم ألقصر وألأطفال حين لم يسمح لجبهة ألإنقاذ في ألجزائر بألوصول للسلطة بطريقة ديمقراطية ، فأبيدت آلاف العوائل بنسائها وأبنائها عن بكرة أبيهم في ألتسعينات من ألقرن ألماضي بسبب هذه ألفتوى، وتكررت هذه ألأحداث من قبل طالبان في أفغانستان وألقاعدة وداعش وغيرهم في ألعراق وفي ألشام بل في كافة بقاع ألأرض. مثل هذا ألأمر لا يمكن أن يحدث في دائرة ألمتمسكين بخط أهل ألبيت ومن ألمستحيل أن يفتي أي مجتهد يتبع خط أهل ألبيت بمثل هذه ألفتاوى، لذلك يمكن ألقول مجدداً وبكل ثقة إن طاعة أئمة أهل ألبيت (ع) هو ما يمكن أن يحقق أعلى درجات النظام للملة.
لم يكتف أئمة أهل ألبيت (ع) بعد ألحسين (ع) بإحياء ذكراه وجعلها سنة لأتباعهم فحسب، ولكنهم وضعوا ألأسس لبروز ألقيادة ألمتمثلة بألمجتهد ألجامع للشرائط، بل وفروا ألأسس لقيام ألحوزات ألعلمية من وكلاء ألمجتهد وطلبة ألعلوم ألدينية وتوفير ألمستلزمات ألمالية من أموال ألخمس وغيرها لإدارة هذه ألمؤسسات، نعم تطورت هذه ألحوزات في ألعراق وبالذات في بغداد وألحلة والنجف وفي ألجنوب أللبناني ثم في مرحلة متأخرة في أيران ومناطق أخرى في ألعالم، وهذا يمثل أعلى درجات ألنظام لتوفير ألفقهاء ألذين سيتصدون للقيادة ووكلاءهم ألذين كانوا ينتشرون في ألكثير من ألمناطق في ألعالم ألإسلامي، يتبين من ذلك أن خط ألإمامة تولى أيضاً تنظيم أسس ألدراسات ألدينية لبروز ألفقهاء وألقيادة ألدينية ألمتمثلة بألفقيه ألمجتهد ألجامع للشرائط؛ فسبحان ألله لقد نطقت ألزهراء عليها أفضل ألصلاة وألسلام بجملة واحدة كشفت عن حقائق دامغة نشاهدها ونشاهد آثارها ألآن بعد أكثر من ألف وأربعمائة سنة فيما حققته مدرسة ألإمامة من نظام للملة وما ترتب على من لم يتمسك بمنهجهم من ضياع وفوضى وإنحراف واضح عن ألإسلام تجلى بأوضح صوره فيما نراه من إجرام بإسم ألإسلام متمثلاً بألقاعدة وداعش ومن هم على شاكلتهم.
ماهو دور ألأمة تجاه عطاء أهل بيت ألنبوة (ع) لنشر ألإسلام ألحق؟ :
هناك حقيقة يجب أخذها بنظر ألإعتبار حيث أن ألعلاقة بين ألإمام وألأمة هي علاقة متبادلة بين طرفين، فما إطلعنا عليه فيما سبق يمثل دور ألمعصوم في تحقيق ألنظام للملة وألأمان من ألفرقة فما هو ألمطلوب من ألأمة كطرف آخر للمساهمة لتحقيق هذه ألأهداف ألكبيرة والمهمة؟
بألتأكيد إن ألنظرة ألتي يحملها كافة ألمسلمين (ما خلا فئة منحرفة) تجاه أهل ألبيت (ع) هي وجوب طاعتهم إنطلاقاً من أحاديث متواترة واردة في كتب ألفريقين ألسنة وألشيعة كحديث (إني تارك فيكم ألثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب ألله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي ألحوض، فأنظرو كيف تخلفوني فيهما) حيث ورد هذا ألحديث في صحيح مسلم وألترمذي وألنسائي ومسند أحمد أبن حنبل وألعشرات من ألصحاح وكتب ألسنن وألمسانيد؛ فتحقيق هذه ألأهداف يتطلب طاعتهم وإنهم أحد أهم ألمصادر لحديث رسول ألله (ص)؛ وهكذا كان ألأمر في صدر ألإسلام، حيث تذكر لنا كتب ألتأريخ أنه كان يحظر دروس ألإمام ألصادق (ع) أربعة آلاف طالب كل يقول [حدثني جعفر بن محمد (ع)]، نعم قد كان ألكثير من هؤلاء من شيعته، ولكن كان ألكثير منهم من أئمة ألمسلمين من ألطوائف ألأخرى وهذا يمثل عنصر أيجابي في تعامل ألأمة مع ألمعصوم، حيث تتلمذ على يدي ألإمام جعفر ألصادق(ع) أبو حنيفة (ألنعمان إبن ثابت) وإمام ألمدينة مالك إبن أنس، ومقولة أبي حنيفة بشأن ألسنتين ألتي تتلمذ بها على يد ألإمام جعفر ألصادق (ع) مشهورة (لولا ألسنتان لهلك ألنعمان)، فضلاً عن قوله في حق ألإمام ألصادق (ع): {ما رأيت أفقه من جعفر إبن محمد ألصادق (ع)}؛ وقول مالك بن أنس بحق ألصادق (ع): {ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد ألصادق (ع) علماً وعبادةً وورعاً}، وقد تتلمذ ألشافعي عند مالك، وتتلمذ أحمد إبن حنبل عند ألشافعي؛ فجميع أصحاب ألمذاهب تتلمذوا بشكل مباشر أو غير مباشر عند ألإمام جعفر ألصادق (ع)؛ لقد وفر أهل ألبيت للمسلمين جميعاً ألطريق لمعرفة ألإسلام ألصحيح فكانوا بحق نظاماً للملة كما وصفتهم ألزهراء ألبتول (ع).
ماهو دور ألأمة تجاه عطاء أهل بيت ألنبوة (ع) لتحقيق ألأمان من ألفرقة ؟ بل ماهي رسالة ألزهراء (ع) إلينا أليوم:
نجد في يومنا ألحالي من حقق مقولة ألزهراء ورسالتها بكل أبعادها، حيث نكتشف إن من أكثر من حقق هذا ألمنهج في يومنا هذا هو آية ألله ألسيد ألسيستاني أعزه ألله حين قال (لا تقولوا ألسنة إخواننا بل ألسنة هم أنفسنا) حيث لم يقل آية الله السيستاني هذه ألمقولة لمجاملة السنة وإنما قال ذلك من فهمه المعمق والحقيقي للإسلام ولخط ومنهج أهل ألبيت(ع) وتصديقاً لمقولة ألزهراء (ع) .
هذا هو ألإسلام الحق إسلام أهل بيت ألنبوة ألذي أوضحته ألزهراء ألبتول حين قالت (جعل ألله ……. طاعتنا نظاماً للملة، وإمامتنا أماناً من ألفرقة) ، ولكن لا يفقه هذا ألإسلام في يومنا ألحالي الطائفيون، من ألجهلة من ألفريقين من ألسنة ومن ألشيعة ، فلن تقوم لنا قائمة ما دامت هذه المفاهيم الجاهلية هي الطاغية وللأسف الشديد بإسم الإسلام، لا بد أن يتعرى من يفسد بإسم الإسلام ومن يسرق بإسم الإسلام ومن يفجر ويذبح بإسم الإسلام، للأسف معاناتنا ألأولى اليوم في عالمنا الإسلامي من هؤلاء المنحرفين عن خط ألإسلام ألصحيح إسلام أهل بيت ألنبوة وألسلف ألصالح من صحابة رسول ألله (ص)، وصحابة أئمة أهل بيته عليهم أفضل ألصلاة والسلام.
للأسف مع هذه الحقائق لأهل بيت ألنبوة (ع) وألحقائق ألقرآنية الدامغة نكتشف أن الطائفية مستشرية في كافة أرجاء عالمنا ألإسلامي ولا أستثني أحداً سواء كانوا من بعض جهال ألشيعة فضلاً عن جهال ألسنة. ليعلم هؤلاء يوم ألحشر حين يقدمون إلى رسول ألله(ص) وإلى أهل بيته طلباً لشفاعتهم أن ألرسول(ص) وأهل بيته سيعرضون عنهم لأنهم كما قال ألله في كتابه ألكريم أنهم ليسوا من رسول ألله (ص) في شيء كما جاء في ألنص ألقرآني (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) …… وألذي يزيد في ألإبتلاء أن أغلب ألأحزاب ألإسلامية ألمتصدية للعملية ألسياسية من ألشيعة ومن ألسنة في ألعراق وفي أغلب بلاد عالمنا ألإسلامي هي ألتي تعمق ألطائفية لأنها تحقق مآربها ألشخصية فضلاً عن جهلهم بألإسلام ألذي يزعموا إنهم يتبنونه ويسيرون على نهجه، ولكننا في نفس ألوقت نستخلص حقيقة واضحة هو إن إنقاذ واقعنا يتطلب ألإلتفاف حول ألواعين وألمستوعبين للإسلام ألحقيقي ومنهج أهل ألبيت(ع) من مراجعنا ألعظام ألذين نعتز ونفتخر بهم وأن نتبنى ألمنهج ألذي طرحوه، ففي ذلك نجاتنا وإنقاذ ألمنطقة من ألطائفية ألمقيتة وألمستقبل ألخطير وألمجهول ألذي ينتظرنا وينتظر ألمنطقة وما يخطط لها من مؤامرات لتقسيمها وجعلها تعيش في حالة من ألصراع وألإقتتال لا يعلم مآله إلا ألله.